أردت تقديم رؤية مختلفة للرجل في الدراما العربية ولا أطبق منهجية محددة في تجسيد الشخصيات.. ووفاتى فى “صلة رحم” من أصعب المشاهد

تميز بالأدوار المختلفة و المركبة ، وأجاد تجسيد الشخصيات ذات الأبعاد النفسية المعقدة، وتألق دائما في الأدوار الصعبة ، و يفاجئ الجمهور  في كل عمل فني بأداءه المتميز ، له بصمة دائما في أعماله الدرامية والسينمائية  ، الفنان (إياد نصار) ، كشق فى حوار لـ “مصر تايمز” عن  دوره في مسلسل صلة رحم الذي لاقى نجاح كبير أثناء عرضه خلال المارثون الرمضاني .

 

في البداية ..هل كنت تتوقع نجاح وردود الفعل عن مسلسل صلة رحم؟

النجاح يكون في العادة أمنية، لا يوجد به توقع بأن يحقق هذا المشروع يلاقي استحسان، ويشاهده أكبر شريحة من الجمهور، وعندما تتحقق الأمينة فهذه هي السعادة، الأمنية أن يراه أكبر عدد من الناس، وأن يصل لهم بتفاصيله كما هو، دون إثارة حفيظة المشاهدين، بقدر ما يثير التساؤلات ويقدم دوره كعمل فني، والحمدالله هذا هو ما تحقق، فشكرا للجمهور ولاستقبال الموضوع وقراءة التفاصيل الخاصة به.

 

كيف كان الاستعداد لتجسيد شخصية دكتور حسام في صلة رحم؟

لا أطبق طريقة أو منهجية واضحة في تجسيد كل الشخصيات، كل شخصية تفرض علىّ أسلوبها الخاص، فلقد حاولت أن أفهم “حسام” وأكون له أبعاده ودوافعه دون الحكم عليه، وأخلف له أسبابه والمبررات التي تدفعه ليتصرف بهذه الطريقة في المواقف التي يعيشها، فمنذ الجلسات التي عقدناها والمخرج تامر نادي والمؤلف محمد هشام عبية، ونحن نرسم تفاصيل الشخصية ومبرراتها.

 

وما الذي جذبك للدور؟

من الأمور التي لدي هوس بها هي فكرة القرار، فلقد أحببت من خلال جلسات العمل مع المخرج تامر نادي، أن نقدم رؤية مغايرة للرجل في الدراما، فدائما يكون الطرح بأنه بعيد عن مؤسسة الأسرة، وإنها لا تهمه، وأن الرجل دائما بعيد عن المنزل والأولاد ومنشغل بأشياء أخرى غيرهم، ويمكنه ان يتزوج من سيدة اخري، وأن الاسرة ليست من بين همومه، ولكن الحقيقة عكس ذلك فالرجل عندما يتخذ قرار بتكوين أسرة فهو من أهم القرارات في حياته، ومهموم بها ولديه اهتمام بهذا الأمر، وشخصية حسام في المسلسل هو رجل مهموم بتكوين أسرة مع المرأة التي يحبها وليس مع امرأة أخرى، حتي لو كانت الأمور تبدو مستحيلة، فقرار حسام بتأجير رحم عن طريق تخصيب بويضات زوجته المجمدة، وزرعها في رحم آخر، وهو نابع من شدة حبه لها وتكوين أسرة معها، ومن هنا يأتي الجدل ما بين فكرة استئجار الأرحام وبين القرار الشخصي.

 

لم تخشى من تقديم قصة المسلسل لأنها تعالج قضية شائكة ودايما القصص التى تحمل بين طياتها فكرة  الحرام والحلال تثير الجدل؟ 

عندما أقدم مشروع يتصادف أنه يتضمن قضية شائكة وهذا أمر غير وارد طوال الوقت، ودورنا البحث عن القضية وطرحها بما لا يسيء لأحد، لأن هدفنا ليس إيذاء أي شخص بأفكاره ومعتقداته أنما نحافظ على كل حساسية المعتقدات ونطرح الموضوع دون إثارة أسئلة أو حفيظة أحد .

وهذا العهد الذي من المفترض أن يكون بيننا وبين المشاهد “الاحترام”، فنحن نطرح تساؤل ونرى كيف يجيب عنه كلًا منا والأكثر يكون المشاهد هو الذي يجاوب؛ لأن هذا ليس دور العمل الفني، وأعتقد في “صلة رحم” طرحنا الموضوع بكل تفاصيله وأعماقه بما فيها من تأجير الرحم والإجهاض والحكم على الآخر وظروف الإنسان التي تحكمه لفعل تصرف ما، وأسئلة كثيرة طرحها العمل.

 

حدثنا  عن أصعب المشاهد في المسلسل؟ 

مشهد وفاة الدكتور حسام بالحلقة الأخيرة، يعد من أصعب المشاهد التي نفذتها بالعمل بكل صراحة، لذلك هاتفني المخرج تامر نادي قبلها، وقال لي أننا سنقوم بتصويره بالفعل “وان شوط” وأننا سنعمل لساعات طويلة، وهو ما حدث فقد أقتربنا من تصوير 30 ساعة متواصلة، لكن في نفس الوقت كان لا يمكن أن نفصل  أو نقف  لحظة  واحدة وتحديدًا دوري أنا، والحقيقة أننا كنا بنستثمر حالة الإرهاق الجسدي التي كنا عليها وكل التفاصيل في هذه اللحظة حتى يبدو المشهد طبيعيًا ويشعر المشاهد به.

 

 

حدثنا عن العمل مع المخرج تامر نادي؟

العمل معه ممتع جدا، وكان هناك تقارب شديد في الأفكار والحقيقة هو مخرج واثق من نفسه مفتوح على الاقتراحات فكنا نتحدث عن مشروع بكل شخصياته، وهو ما ساعد على ظهور العمل بهذا الشكل. 

 

حدثنا عن كواليس العمل؟ 

هذا المشروع مر بأكثر من مرحلة، الأولي أنه كان عبارة عن فكرة لتقديم عمل عن “تأجير الرحم” أو “الرحم البديل” فعندما أرسل إلي المنتج صادق الصباح المعالجة وقرأتها، قلت له أن هناك سطر واحد فقط جذبني للحكاية، ولكن ليس الإطار العام للحكاية، وهنا بدأنا نتحرك حول ما نريد أن نقدمه ونقوله من خلال هذا المشروع.

 ثم المرحلة الثانية عندما دخل المخرج تامر نادي المشروع وعلمنا على فكرة هل سنقدمه علي أساس أنه مشروع أم مجرد ندوة خاصة وأن الأمر كجدل ديني وقانوني محسوم وواضح، ولكن ماذا عن التناول إنسانيا، فكان إطار الحكاية هو “الرحم البديل” ولكن هناك مستويات أخري للحكاية يراها المشاهد من خلال الشخوص في العمل ومع الحكاية نقدم الصح والخطأ من خلال الظروف التي يقع فيها ابطال الحكاية، والجلسة الاولي التي جمعتني به كانت في الساحل الشمالي واستمرت لأكثر من 9 ساعات، ثم أنضم إلينا محمد هشام عبية،  ومع المعالجة الأولى قلت للمنتج مناقشة الموضوع دينيا وقانونيا أمر واضح ومحسوم والفن ليس ندوة.

 ولكن نحن نتحدث عن فكرة التصنيف والحكم على الآخرين وهذا أمر أفسد علاقاتنا ببعض، وبالتالي تحدثنا عن شخص محكوم بدوافعه وهو على يقين  بكل تصرف  يقوم به ،  وهو يريد ابن من زوجته رغم وجود حلول أخرى، ولكنها حلول غير مرضية بالنسبة له، وفي النهاية هو عاند قدر ومكتوب، شخصية دكتور حسام أثرت فيّ جدا، وكان عملا مرهقا ذهنيا، وبعض صفات الشخصية تظل عالقة معي لفترة.

 



التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *